إذا كنت تقرأ هذا المقال الآن فأنت على الأغلب واحد من مرضى الارتجاع المعدي الذين يبحثون عن تفسير منطقي لعلاقة الارتجاع المريئي بالقلق لديهم.
سواء بدأ الأمر معك بالقلق والاكتئاب وأدى للارتجاع المريئي أو العكس، فإن المشكلة تكمن في الدخول في دائرة مغلقة من الأعراض المؤثرة على جميع جوانب الحياة.
تتراوح هذه الأعراض من حرقة معدة بسيطة إلى أعراض قوية كآلام بالمعدة والصدر واضطرابات النوم ومشكلات نفسية تخفض من جودة الحياة للمريض.
تختلف مسميات هذا المرض، ومن المسميات الشائعة حرقة المعدة وحرقة الفؤاد والارتداد المعدي الحمضي والارتجاع الحامضي المريئي.
ما هو الارتجاع الحامضي المريئي؟
هو ارتداد الحامض المعدي من المعدة إلى المريء، وحيث إن بطانة المريء غير مصممة لتحمل هذا النوع من الأحماض فإن ذلك يتسبب في تهيجها والتهابها.
تتعرض نسبة كبيرة من الناس لهذه الحالة وتُعتبر مرضًا إذا تكررت أكثر من مرتين بالأسبوع، ولا يعد من الأمراض الخطيرة بشكل عام إلا أنه قد يتحول في بعض الحالات النادرة والشديدة الإصابة إلى السرطان.
ويمكن تشخيصه باستخدام بعض الوسائل مثل: التنظير العلوي، وقياس درجة الحموضة وقياس ضغط المريء، والأشعة السينية.
آلية وأسباب ارتجاع المريء
عند تناول الطعام يرتخي صمام المريء السفلي للسماح بالطعام للنزول من المريء للمعدة، وعند الانتهاء ينقبض ثانية لمنع محتويات المعدة من الصعود.
ويحدث الارتداد المعدي الحامضي عند حدوث أي اضطراب بهذه الآلية فتصعد مكونات المعدة إلى الأعلى وتسبب أضرارًا كثيرة، ومن أسباب ذلك:
- فتق بالحجاب الحاجز
- زيادة الضغط على المعدة
- الأعراض الجانبية لبعض الأدوية مثل الإيبوبروفين
- العادات الخاطئة عند تناول الطعام وكذلك نوعيته
عوامل خطورة الإصابة بالارتجاع المعدي
توجد الكثير من العوامل التي ترفع من نسبة واحتمالية الإصابة بهذا المرض، ومنها:
- العادات الغذائية الخاطئة
- السمنة
- الحمل
- القولون العصبي
- داء السكري
- جرثومة المعدة
- فقدان الشهية والشره العصبي
- القلق والاكتئاب
- التدخين
- الإصابة بمرض الروماتويد
- الإصابة بمرض الذئبة الحمراء
- الإصابة بمرض تصلب الجلد
- بطء تفريغ المعدة من الطعام
العادات الغذائية الخاطئة والارتجاع
العادات الغذائية الخاطئة الآتية لها دور أساسي في حدوث الارتجاع، وتعديل هذه العادات خطوة مهمة في تجنب المضاعفات، ومن هذه العادات:
- أكل الوجبات الغنية بالدسم
- الاستلقاء أثناء تناول الطعام أو بعده
- تناول كميات كبيرة من الطعام في الوجبة الواحدة
- الإكثار من الطعام الغني بالبصل والطماطم وصلصة الطماطم
- تناول المشروبات مثل القهوة والمشروبات الغازية
- تناول الفواكه الحمضية صحيحة أو كعصير
أعراض الارتجاع المريئي
تختلف شدة أعراض الارتجاع المريئي وتزداد مع توافر عوامل الخطورة، ومن هذه الأعراض:
- الشعور بحرقة المعدة
- ألم بالصدر والحلق
- الشعور بكتلة في الحلق وصعوبة بالبلع
- الإحساس بالغثيان والتقيؤ
- التجشؤ
- الفواق
- تغير بطعم الفم ورائحة كريهة
- السعال الجاف خاصةً ليلًا
- الصوت الأجش
- صعوبة التنفس
مضاعفات الإصابة بالارتداد الحامضي المعدي
يمكن أن يتسبب الارتجاع المريئي في مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه ومن أمثلة هذه المضاعفات:
- الإصابة بالتهاب وقرح المريء
- ضيق المريء
- ارتداد الحامض المعدي ودخوله الرئة
- الإصابة بالربو
- الالتهاب الرئوي
- التهاب الشعب الهوائية
- الجيوب الأنفية
- تسوس وتآكل الأسنان
- القلق والاكتئاب واضطرابات النوم
- السرطان نتيجة حالة مريء باريت
علاج الارتداد الحامضي المعدي
تتكون خطة علاج الارتداد المعدي من عدة محاور:
1. إصلاح العادات الغذائية والحياتية
تكفي في بعض الحالات للتخلص من الارتجاع مع أو دون استخدام الأدوية
- البعد عن الأطعمة المسببة للحموضة مثل الأطعمة عالية الدسم والمسبكات والفواكه الحمضية
- التوقف عن استهلاك الكافيين والمشروبات الغازية والنعناع
- عدم الاستلقاء أثناء أو بعد الأكل مباشرة
- عدم الأكل لمدة 3 ساعات قبل النوم
- رفع الرأس والصدر عن مستوى الجسم 20 سم أو أكثر عند الاستلقاء
- تقسيم الوجبات لوجبات صغيرة متعددة بدلاً من تناول كميات كبيرة دفعة واحدة
- اتباع نظام صحي لخفض الوزن في حالة السمنة
- ممارسة الرياضة
- التوقف عن التدخين والكحول
- الهيالورنيك أسيد يساهم في تهدئة الارتجاع فيمكن استخدامه
2. استخدام الأدوية
منها ما يمكن استخدامه بدون وصفة طبيب أو بوصفة طبية، وهي:
- مضادات الحموضة مثل غافيسكون
- مضادات مستقبلات الهستامين (H2) مثل رانتيدين
- مثبطات مضخة البروتون (PPI) مثل أومبيرازول
3. جراحة نيسن لثني المعدة
يقوم الجراح بتقوية عضلات صمام المريء السفلي عن طريق طي الجزء العلوي من المعدة حول عضلات صمام المريء العاصرة لدعمها، كما يقوم بإصلاح فتق الحجاب الحاجز إن وجد.
ما هو تعريف القلق؟
هو شعور بعدم الارتياح والتردد والخوف ويحدث للجميع إلا أنه يُعتبر مرضًا عند العجز على السيطرة عليه واستمراره لوقت طويل بما يؤثر على ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
أعراض القلق
يعرف القلق كحالة نفسية وفسيولوجية لذلك تتنوع الأعراض النفسية والجسدية ومنها:
- الشعور المستمر بعدم الراحة
- الخوف من المستقبل
- الفزع ونوبات الهلع
- صعوبة التركيز
- الأرق
- الخوف من قرب الموت
- شعور المريض بأنه على وشك الجنون
وأيضًا:
- آلام الصدر
- ضربات القلب السريعة
- صعوبة بالتنفس
- الغثيان والدوخة
- الصداع
- الآلام بالمعدة والجسم
- اضطرابات الجهاز الهضمي
- التعرق الشديد
- اضطرابات جهاز المناعة
أسباب وعوامل خطر الإصابة بالقلق
تختلف الأسباب المؤدية للقلق فمنها ما هو عضوي وما هو نفسي مثل:
- أمراض القلب
- أمراض الغدة الدرقية
- أمراض الجهاز التنفسي
- القولون العصبي
- داء السكري
- الألم المزمن
- الأورام
- الأعراض الجانبية لاستخدام أو انسحاب بعض الأدوية
وأيضًا:
- التعرض للصدمات النفسية
- الاستعداد الوراثي للإصابة بالقلق
- الإصابة بالاكتئاب
- الضغوط النفسية
- نوع وطبيعة الشخصية
- تعاطي الكحول
- التدخين
- الإكثار من الكافيين
مضاعفات الإصابة بالقلق
إذا لم يتم علاج القلق فستزداد حدة المرض وتسوء حالة المريض ويمكن أن يصاب بالآتي:
- الاكتئاب
- إدمان المواد المخدرة
- العزلة
- الإصابة بالأمراض المناعية
- انخفاض جودة الحياة
- الانتحار
علاج القلق
يمكن علاج القلق بالعلاج الدوائي أو العلاج النفسي أو كليهما بالإضافة لطرق إدارة الضغوط مثل ممارسة الرياضة والتأمل وتجنب الكافيين والكحول والتدخين.
العلاج النفسي
إحدى الطرق الفعالة جدًّا لعلاج القلق حيث يستمع الطبيب أو المعالج للمريض ليقوم بتحديد سبب تفاقم القلق أو الاكتئاب والطريقة المناسبة لعلاج الأعراض ويسمى العلاج بالتحدث.
من الطرق المستخدمة في العلاج النفسي:
- العلاج السلوكي الإدراكي (CBT)
- العلاج بالقبول والالتزام (ACT)
- جلسات العلاج الجماعية الداعمة
العلاج الدوائي
يتم وصف العلاج بحسب نوع اضطراب القلق والأمراض المصاحبة أو المسببة له، ومن تلك الأدوية:
- مضادات القلق
- مضادات الاكتئاب
- حاصرات البيتا
ما هي علاقة الارتجاع المريئي بالقلق
بحسب بعض الدراسات توجد علاقة قوية بين الإثنين، فيمكن أن يكون القلق من أسباب ارتجاع المريء ويحدث ذلك للأسباب الآتية:
- يسبب القلق أو الاكتئاب انخفاض الضغط الداعم لعضلات صمام المريء السفلي فترتخي بصورة غير طبيعية وتسبب إمكانية عودة مكونات المعدة إلى المريء.
- كما يؤثر أيضًا على الحركة الانقباضية لعضلات مسار المريء فيؤثر على سهولة نزول الطعام منه إلى المعدة.
- يسبب القلق زيادة أحماض المعدة وكذلك حساسية زائدة لأي تغيرات بالجهاز الهضمي وزيادة أعراض ارتجاع المريء كحرقة المعدة وآلام البطن والإحساس بالألم.
ويمكن كذلك أن يكون ارتجاع المريء سببًا قي القلق حيث إنه:
- يسبب نوبات من الهلع ليلاً بسبب ارتداد الحامض المعدي من المعدة إلى الأعلى فتتشنج الأحبال الصوتية ويحدث نوبات انقطاع النفس أثناء النوم والشعور بالاختناق.
- كما تسبب اضطرابات النوم بسبب القلق أو نوبات انقطاع النفس أثناء النوم وتغيرات في ضغط المجاري التنفسية ويتسبب ذلك في حدوث الارتجاع.
- فبالتالي تسبب أعراض القلق ارتجاعًا في المريء أو تفاقم أعراضه وحدوث المضاعفات، كما تسبب أعراض ارتجاع المريء القلق أو تفاقم أعراضه.
ارتجاع المريء النفسي
يسمى الارتجاع بارتجاع المريء النفسي عندما تكون الأسباب النفسية مثل القلق أو الاكتئاب أو التعرض للضغوط سببًا في الإصابة بحرقة المعدة وقد تتشابه أعراضه مع أعراض الذبحة الصدرية.
ومن خلال ما ذكرناه سابقًا فإن التغيرات التي تحدث علي صمام المريء، وارتفاع حساسية الجسم للألم، وزيادة حمض المعدة بسبب القلق والتغيرات النفسية تسبب صعود مكونات المعدة إلى أعلى المريء بصورة غير طبيعية.
يحدث لمصابي هذا المرض مزيجًا من أعراض القلق والارتجاع مثل حرقة المعدة وآلام البطن والصدر، وضيق التنفس، وصعوبة البلع، والهلع والخوف من الموت.
طرق علاج الارتجاع المريئي المصاحب بالقلق
ويشمل علاج هذه الحالة أيضًا مزيجًا من العلاجات المخصصة للقلق والارتجاع بالأدوية وطرق العلاجات النفسية المختلفة بحسب الحالة مثل:
- مضادات الحموضة
- مضادات مستقبلات الهيستامين
- مثبطات مضخة البروتون
- محسنات الهضم
- العلاج الجراحي بحسب الحالة
- مضادات الاكتئاب
- مضادات القلق
- حاصرات البيتا
- العلاج النفسي السلوكي
- تعديل نمط الحياة في الطعام وعاداته ونوعيته وممارسة الرياضة
ختامًا
تشير الدراسات إلى قوة علاقة الارتجاع المريئي بالقلق فكل منهما يمكن أن يؤدي إلى الآخر، ويسبب أعراضًا مثل: حرقة المعدة، وصعوبة البلع، وآلام الصدر وأعلى البطن، وصعوبة التنفس، وانخفاض جودة الحياة.
يسبب القلق حساسية تجاه أي اضطراب بالجهاز الهضمي وزيادة إفراز أحماض المعدة، وكذلك يسبب ارتخاءً في عضلة الصمام التي توجد بين المعدة والمريء بصورة غير طبيعية فيحدث الارتداد الحامضي المعدي.
كما يؤدي ارتجاع المريء في الأحبال الصوتية إلى التهابها وتشنجها مما يسبب نوبات مفاجئة من الهلع بسبب انقطاع النفس ليلاً، وبالتالي تزداد حدة أعراض القلق خاصة مع الأرق واضطرابات النوم بفضل الارتجاع.
يمكن علاج الارتجاع المريئي باتباع العادات الصحية السليمة لتخفيض الوزن، وتجنب الأطعمة الدسمة والحمضية والمشروبات الغنية بالكافيين، وممارسة الرياضة وتناول بعض مضادات الحموضة بدون وصفة طبية.
تحتاج بعض الحالات للكشف الطبي لوصف أدوية أكثر فعالية أو للتدخل الجراحي، كما يتم علاج القلق أو الاكتئاب بمضادات القلق ومضادات الاكتئاب وجلسات العلاج النفسي وممارسة الرياضة وتلقي الدعم.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
هل ارتجاع المريء مرض خطير؟
لا يعد مرضًا خطيرًا إلا في حالة تفاقم المرض نتيجة إهمال العلاج لمدة طويلة فتحدث المضاعفات مثل الربو والالتهاب الرئوي المتكرر وقرح المريء والتحول لمريء باريت والسرطان.
ما هي أسباب ارتجاع المريء؟
هناك أسباب كثيرة منها فتق الحجاب الحاجز وتناول بعض الأدوية والعادات الغذائية الخاطئة والحمل وجرثومة المعدة ومرض السكر والإصابة ببعض الأمراض.
ما هي أعراض ارتجاع المريء النفسي؟
من أعراضه حرقة المعدة والغثيان المتكرر وآلام الصدر وصعوبة البلع وضيق التنفس والتهاب الحلق ووتتشابه أحيانا مع أعراض الذبحة الصدرية.
هل الاكتئاب يسبب الارتجاع المريئي؟
نعم، يسبب الاكتئاب انخفاض الضغط الداعم لعضلات صمام المريء السفلي فترتخي بصورة غير طبيعية وتسبب إمكانية عودة مكونات المعدة إلى المريء.
هل ارتجاع المريء يسبب وسواس الموت؟
نعم، يحدث لمصابي هذا المرض مزيجًا من أعراض القلق والارتجاع مثل حرقة المعدة وآلام البطن والصدر، وضيق التنفس، وصعوبة البلع، والهلع والخوف من الموت.
هل ارتجاع المريء يسبب تنميل في الجسم؟
نعم، أحد الأعراض غير التقليدية لهذا النرض هو حدوث أعراض الذبحة الصدرية من تنميل في الجسم وضيق في التنفس وغيرها من الأعراض المشابهة للذبحة الصدرية.
هل هناك علاقة الارتجاع المريئي بالقلق؟
نعم، حيث يوجد علاقة طردية بينهم، ربما القلق يسبب ارتجاء المريء أو ارتجاع المريء يسبب القلق.