أمدنا الله- عز وجل- بجهاز طبيعي يقوم بتصفية الدم وهو الكليتين، أي تدهور بهذا الجهاز يؤدى إلى فشل وظيفته، أحد مراحل هذا التدهور هو الفشل الكلوي من الدرجة الثالثة.
هذا التدهور في أداء الكلى إما أن يكون بطيئًا حيث لا يتم تمييز أية أعراض للمرض في مراحله الأولى، ويزداد ظهور الأعراض مع تفاقم الحالة؛ لذلك لا يتم اكتشافه إلا في مراحل متأخرة ويكون مزمنًا.
أو أن يكون قد تطور فجأة، وهذا يعني أنه حاد، وعندها تفقد الكليتان وظيفتهما على القيام بعملية التنقية، وتتزايد مستويات الفضلات الخطرة مما قد يتسبب في إحداث خلل بالتركيب الكيميائي للدم.
وظائف الكلى
تكمن أهم وظائف الكلى في الآتي:
- إفراز البول وإخراج النفايات أو السموم والسوائل الزائدة من الجسم.
- الحفاظ على توازن السوائل.
- الحفاظ على توازن الحمض.
- الحفاظ على توازن المعادن الهامة مثل: الكالسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والصوديوم، وغيرها.
- ضبط النظام الهرموني في الجسم.
- تنظيم ضغط الدم.
أسباب التدهور الكلوي الحاد
تتمثل الأسباب في الآتي:
- فقدان كبير للدم أو فقدان السوائل.
- التعرض للحروق الخطيرة.
- المعاناة من الجفاف لأسباب مختلفة.
- تسمم بالمواد السامة.
- انسداد المسالك البولية.
مضاعفات الفشل الكلوي
يحدث تدهور صحة الكليتين فينتج الفشل الكلوي والمضاعفات كالآتي:
- احتباس السوائل: إذ تتضرر قدرة الكلية على إخراج السوائل الزائدة، ما يسبب كدمات في الأطراف والرئتين، إضافة إلى حدوث ارتفاع في ضغط الدم.
- اضطراب نظم القلب: حيث يقل إفراز البوتاسيوم من الجسم ما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم بشكل سريع، ثم حدوث اضطراب حاد في نظم القلب قد يؤدي إلى الوفاة.
- كسر في العظام: حيث تعمل الكلى على توازن مستويات المعادن من الفوسفور والكالسيوم، وهما عناصر حيوية لبناء العظام، وأي نقص أو زيادة في نسبة هذه المعادن تؤدي إلى هشاشة العظام وحدوث كسور فيها.
- فقر الدم: يأتي هذا نتيجة انخفاض هرمون الإريثروبويتين الذي يفرزه الكلى، وهو المسؤول عن تحفيز نخاع العظم ليعمل على إنتاج خلايا الدم حمراء.
- تراكم مواد سامة: يحدث بسببه ضرر بالأداء الوظيفي في الجهاز العصبي المركزي، حيث فيها يعاني المريض من بعض الأعراض مثل صعوبة التركيز، وتغييرات الشخصية، وحدوث النوبات.
أسباب التدهور الكلوي المزمن
معظم تلك الأسباب تتمثل في التالي:
- التهابات الكلى المختلفة.
- الأمراض المختلفة مثل:
- الأشخاص المصابون بالسكري
- ارتفاع ضغط الدم
- الكلى المتعددة الكيسات
- بعض أمراض المناعة الذاتية مثل:
- مرض الذئبة
- مرض حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية
- حصى الكلى يؤدي لالتهابات خطيرة تضر الكليتين.
- استخدام الأدوية التي لها تأثيرات سُمية على الكلى لدرجة الضرر.
- أسباب إضافية أخرى مثل:
- تواجد ورم في الكلى
- التصلب الصعيدي الذي يحدث في الغالب لدى الكبار.
مراحله
تم تقسيم التدهور البطيء في أداء الكليتين إلى 5 أقسام بالنظر إلى مدة تطوره وهذا يعتمد على بعض العوامل مثل التضرر الكلوي، والوضع الصحي للمريض، واستجابة المريض للعلاج.
المرحلة الأولى
في هذه المرحلة يحدث ضرر بسيط في الكلى، وتكون فيها نسبة الترشيح الكبيبي أعلى من 90 مليلترًا/ دقيقة، وفي العادة، في هذه المرحلة لا تظهر أي أعراض عند المريض في هذه المرحلة.
نسبة الترشيح الكبيبي في المرحلة الأولى تشير إلى أن الكلى مازالت سليمة وتعمل جيدًا، لكن من الممكن ظهور أعراض أخرى تدل على المعاناة من مرض الكلى، وذلك مثل وجود البروتينات في البول، أو حدوث ضرر جسدي للكلى.
المرحلة الثانية
في هذه المرحلة يحدث ضرر بسيط في الكلى وفيها نسبة ترشيح كبيبي تتراوح ما بين 60-89 مليلترًا/ دقيقة.
وعند المعاناة من المرحلة الأولى أو المرحلة الثانية من مرض الكلى المزمن، لابد من التحدث مع الطبيب حول كيفية الوقاية من تطور المرض وتدهور الأعراض.
المرحلة الثالثة
يحدث في هذه المرحلة ضرر متوسط في الكلى وتصل نسبة ترشيح كبيبي إلى مرحلة تتراوح بين 30-59 مليلترًا/ دقيقة.
هناك العديد من مصابي هذه المرحلة لا يعانون من أي أعراض، لكن عند تطور المرض تظهر الأعراض على شكل تورمًا في الأطراف مثل اليدين والقدمين، كما يشعر المريض بآلام في الظهر، ويكون التبول بشكل مختلف عن الوضع الطبيعي.
في المرحلة الثالثة تزداد خطورة تطور مضاعفات مرض الكلى وذلك بسبب زيادة تراكم الفضلات في الجسم، ومن أشهر هذه المضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم، وفقر في الدم، وأمراض العظام.
المرحلة الرابعة
يحدث في هذه المرحلة ضرر متوسط إلى شديد في الكلى ويكون نسبة ترشيح كبيبي تتراوح ما بين 15-30 مليلترًا/ دقيقة، وفي هذه المرحلة يجب التعامل بكل جدية حيث إنها المرحلة الأخيرة التي تسبق الفشل الكلوي.
المرحلة الخامسة
في هذه المرحلة تكون الكلى على وشك الوصول إلى حالة الفشل الكلوي، أو وصلت إليها بالفعل، وهذا بسبب أن نسبة الترشيح الكليبي فيها أصبحت أقل من 15 مليلترًا/ دقيقة.
عادةً تظهر أعراض شديدة في المرحلة الخامسة، حيث إن الكلى توقفت عن العمل، والسموم والفضلات تبدأ أن تتراكم في الدم.
من أعراض المرحلة الخامسة كالتالي: الحكة، وحدوث تشنجات العضلات، والتقيؤ، والغثيان، وعدم الشعور بالجوع، وحدوث انتفاخ اليدين والقدمين، والإحساس بآلام الظهر، وتواجد مشاكل في التنفس والنوم.
عند حدوث الفشل يوجد أمام المريض خيارين، إما الغسيل الكلوي “Kidney Dialysis“، أو زراعة الكلى “Kidney Transplant“.
ما هي نسبة الترشيح الكبيبي؟
تًعد هذه النسبة المعيار الأمثل لقياس مدى كفاءة وظائف الكلى، ويتم فيها استخدام نسبة الترشيح الكبيبي “Glomerular Filtration Rate” لتحديد مراحل المرض.
قياس الترشيح الكبيبي باستخدام معادلة حسابية تراعي عدة عوامل مثل: السن، والعرق، والنوع الجنس، ونسبة الكرياتينين في الدم، وفيها يطلب الطبيب إجراء اختبار دم، ويعتمد هذا الاختبار على النتائج التالية:
- عندما تكون الكليتان سليمتين، فإنهما يقومان بالتخلص من الكرياتينين في الدم.
- عندما يتراجع عمل الكليتين، يرتفع مستوى الكرياتينين في الدم.
أعراض الفشل الكلوي من الدرجة الثالثة
كثير من الناس لا يعانون من أعراض أمراض الكلى حتى المراحل المتأخرة من حدوث الفشل، وتشمل الأعراض في المرحلة الثالثة ما يلي:
- الإعياء والتعب.
- احتباس السوائل، والتورم في الأطراف وضيق في التنفس.
- تغيرات التبول (رغوي، برتقالي داكن، بني، لون الشاي أو أحمر إذا كان يحتوي على الدم، والتبول أكثر أو أقل من المعتاد).
- مشاكل النوم وتقلصات العضلات أو الساقين.
6 نصائح مهمة لصحة الكليتين
هناك 6 نصائح رئيسية لتجنب ضرر الكليتين وضمان دوام حالتهم الصحية وهم كالآتي:
- ضبط مستوى سكر الدم جيدًا إذا كان من مرضى السكري.
- المحافظة على مستوى ضغط دم سليم إذا كان المريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم.
- أكل الأطعمة الصحية واتباع نظام غذائي متوازن، والحفاظ على وزن معتدل.
- التوقف عن التدخين بشكل نهائي.
- ممارسة التمارين الرياضية لمدة تصل إلى 30 دقيقة في اليوم، وأت تكون بمعدل 5 أيام أسبوعيًا.
- المتابعة مع أخصائي كلى في حالة تواجد أي أعراض مزمنة أخرى.
أهمية النظام الغذائي الصحيح
النظام الغذائي الصحيح مهم جِدًّا لصحة الكليتين وهو كالآتي:
- تناول أطعمة بروتينية عالية الجودة لتلبية أهداف البروتين اليومية المقدرة.
- الحد من البوتاسيوم إذا كانت مستويات الدم للبوتاسيوم أعلى من المعدل الطبيعي، أو زيادة البوتاسيوم إذا كانت مستويات الدم منخفضة.
- الحد من الأطعمة التي تحتوي على الفوسفور، وخاصة الأغذية المصنعة مع إضافات الفوسفور لمساعدة الغدة الجار درقية تبقى طبيعية، ومنع أمراض العظام والحفاظ على وظائف الكلى المتبقية.
- موازنة الكربوهيدرات لمن يعانون من مرض السكري.
- التقليل من تناول الكالسيوم إذا كانت مستوى الكالسيوم في الدم عالي.
- تقليل الصوديوم أو الأملاح للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو احتباس السوائل، وذلك عن طريق التخلص من الأطعمة المعالجة.
- تقليل الدهون المشبعة وذلك للمساعدة في ضبط مستوى الكوليسترول.
- تناول الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء مثل فيتامين C ومجموعة فيتامينات B، وذلك حسب الحاجة فقط.
- تجنب تناول المكملات الغذائية أو أي نوع من الأدوية الأخرى بدون استشارة الطبيب المعالج.
أدوية المرحلة الثالثة من المرض الكلوي المزمن
كثير من المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي من الدرجة الثالثة يعانون أيضًا من أمراض أخرى مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، وذلك لأن المحافظة على مستوى الجلوكوز معتدل والمحافظة على ضغط دم متوازن، يساعد في المحافظة على عدم تدهور على وظائف الكلى.
لذا يجب على مرضى الفشل الكلوي أن يستشيروا الطبيب المتخصص عن جميع الأدوية التي يأخذها، كما يتناولوا الدواء وفقًا لتعليمات الطبيب حسب الجرعة المحددة والوقت المحدد.
لا يوجد علاج لأمراض الكلى، ولكن من الممكن وقف تدهور الحالة، كذلك يمكن أن تساعد التغييرات الصحيحة في العلاج وفي نمط الحياة في الحفاظ على صحة كلتا الكليتين.
علاج الفشل الكلوي الحاد والمزمن
يعتمد علاج الفشل الكلوي الحاد على علاج السبب المؤدي للفشل، وقد يحتاج المريض إلى الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى، ويعتمد علاج الفشل الكلوي المزمن على:
- تحديد السبب وعلاجه لمحاولة منع تدهور وظائف الكلى المستمر.
- السيطرة على الأعراض التي تصيب المريض.
- أدوية ارتفاع ضغط الدم؛ للسيطرة على ضغط الدم، وتوازن السوائل في الجسم.
- أدوية تقليل الدهون في الجسم؛ لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
- مدرات البول لتخفيف احتباس السوائل.
- الكالسيوم، وفيتامين د لحماية العظام من الكسور.
- التقليل من تناول البروتين.
- اتباع حمية غذائية محددة، وأخذ بعض الأدوية التي تساعد على إبطاء تطور الفشل الكلوي من المرحلة الأولى إلى المرحلة الأخيرة، وذلك لأن الفشل الكلوي المزمن ينتقل من مرحلة إلى أخرى في أوقات زمنية مختلفة.
- تجنب تعرض مريض الفشل الكلوي إلى أي علاج يؤدي إلى ضعف وظائف الكلى قبل أن يستشير طبيبه.
ما هو غسيل الكلى؟
يُعد غسيل الكلى أو الغسل الدموي أكثر الأساليب اتباعًا في علاج الفشل الكلوي شيوعًا، حيث يعمل على تخليص الجسم من الفضلات والسموم التي تراكمت داخله.
يحدث في هذه التقنية توصيل المريض بجهاز الغسيل الدموي يحتوي على وحدة خاصة للتنقية تسمى “الفلتر” أو الكلية الصناعية، وهذه التقنية تعمل على فلترة دم المريض من السموم المتراكمة ثم إعادة الدم له.
كما يخضع المريض عادةً لثلاث مرات أسبوعيًا في المستشفى، وتستغرق الجلسة لفترة تصل إلى أربع ساعات متواصلة.
ما هي زراعة الكلى؟
تُعد زراعة الكلى واحدة من أفضل طرق علاج مرض الفشل الكلوي النهائي، لأنها تجنب المريض الكثير من المضاعفات الطبية، وفيها تؤخذ كلية سليمة من متبرع مناسب، وتزرع في الشخص المصاب.
قبل إجراء هذه الجراحة، يجب إجراء فحوصات طبية، ويضطر المريض إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة، وذلك لمنع جسمه من رفض الكلية المزروعة، وفي حالة فشل الزراعة، تتم إعادة العملية، أو يصبح المريض مضطر الاستمرار بعملية غسيل الكلى مدى الحياة.
وختامًا
الكليتان هما أهم جزء في الجهاز الإخراجي للجسم، لما لها من دور مهم في تنقيه وتصفية الدم والسوائل، وأي تغير أو تدهور في وظائفها يؤدى إلى مشاكل صحية كثيرة.
الفشل الكلوي ليس بالمرض السهل كونه يتقدم من مرحلة إلى أخرى أخطر وأخطر، كذلك لا يمكننا علاجه بسهولة فعلاجه مرهقًا جسديًا وماديًا ونفسيًا.
لكن هذا المرض يمكننا تجنب وصوله إلى الفشل الكلوي من الدرجة الثالثة والأكثر تدهورًا اذا تمت السيطرة عليه باتباع النصائح العامه والعلاج.
النظام الغذائي الصحيح يلعب دورًا مهما ليس فقط في الحفاظ علي صحة الكليتين، ولكن كل أجهزه الجسم الحيوية، لذا وجب علينا اختياره بدقة.
يجب علينا زيارة الطبيب المختص بأمراض الكلى عند الشعور بأية أعراض حتى ولو كانت خفيفة حتى نتجنب التدهور الممكن للمرض وتفشيه.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
ما هو الفشل الكلوي وما هي أنواعه؟
هو التدهور في أداء الكلى وإما أن يكون بطيئًا ويكون مزمنًا، أو أن يكون هذا التدهور مفاجئًا، وهذا يعني أنه حاد.
ما هي أسباب الفشل الكلوي المزمن؟
الأمراض المختلفة مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتهابات الكليتين، وأمراض المناعة الذاتية، واستخدام الأدوية المختلفة التي لها تأثيرات سُمية على الكلى.
ما هي أعراض الفشل الكلوي من الدرجة الثالثة؟
الإعياء والتعب، واحتباس السوائل، وتغيرات التبول ومشاكل النوم وتقلصات العضلات أو الساقين.