أبرز 5 نقاط تبين الفرق بين الربو والحساسية

cough

يُعَد كل من الربو وحساسية الصدر من أهم أمراض الجهاز التنفسي وأكثرها انتشارًا، لذا لابد من معرفة الفرق بين الربو والحساسية، حيث أن بلغت نسبة الإصابة بالربو حوالي 262 مليون شخص في عام 2019، توفى منهم 455000 شخص.

ومع تغيُّرات المَناخ حاليًا سيتأثر مرضى الصدر كثيرًا، لذا يجب توجيه اهتمام أكبر لهذه الأمراض، وغالبًا ما يحدُث لبس بين الربو والحساسية وخاصةً عند الأمهات أثناء متابعة أطفالهم، حيث تختلف طرق العلاج والمتابعة.

تعريف كل من الحساسية والربو

تستقبل أجسادُنا مُهَيجات للحساسية كالغبار، أو الروائح النفاذة، أو حبوب اللقاح، أو غيرها من المواد غير الضارة بصورة طبيعية دون إظهار أي رد فعل تجاهها.

لكن الجهاز المناعي لمرضى الحساسية يستجيب بصورة أكبر من اللازم تجاه هذه المؤثرات، فتبدأ الأعراض بالظهور، وتنقسم لنوعين، أولهما الحساسية الضعيفة أو الخفيفة وتكون فيها الأعراض خفيفة ولا تتكرر كثيرًا، كما أنها تستجيب للعلاج بسرعة.

أما النوع الآخر فهو الحساسية المزمنة، وهي ما تُعرَف بالربو، وهو يحدث عندما تتكرر نوبات الحساسية لأكثر من 6 أو 7 مرات بالعام مما يتسبب في تَغَيُّرَات في تركيب أعضاء التنفس.

تتسبب النوبات المتكررة من الحساسية في ضيق اَلشُّعَب الهوائية، وهي الممرات التي يمر فيها الهواء أثناء التنفس، وتضخم العضلات المساعدة فيه مما يتسبب في زيادة الأعراض وجعلها أكثر خطورة.

الفرق بين الربو والحساسية يتمثل في أن الحساسية لا تظهر أعراضها إلا بعد التعرُض لمُثيرات الحساسية، أما الربو فقد تظهر فيه الأعراض تِلْقَائِيًّا دون اَلتَّعَرُّض لمؤثرات.

الفرق بين الربو والحساسية

اختلاف الأسباب

تتلخص أسباب الحساسية في زيادة رد فعل جهاز المناعة تجاه المواد غير الضارة في الظروف العادية، مثل:

  • مواد موجودة في الجو:
    • حبوب اللقاح.
    • الأتربة.
    • الدخان.
    • الغُبار.
    • وبر الحيوانات.
  • أنواع معينة من الأطعمة:
    • الحليب.
    • البيض.
    • الفول السوداني.
    • فول الصويا.
  • بعض أنواع الأدوية مثل البنسلين.
  • حشرات الفراش.
  • تغيير الفصول.

تُعَد مُسَبِّبَات الحساسية في مُعظَمها مُسببات للربو لكن هناك بعض الأسباب الأُخرى، مثل:

  • ممارسة التمارين الرياضية الشاقة التي تسبب الإجهاد وضيق الشعب الهوائية في الرئة.
  • حموضة المعدة والارتجاع المريئي.
  • التدخين سواء أن كان إيجابي أو سلبي عن طريق الجلوس بجانب أحد المدخنين.
  • الإصابة بعدوى تؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية.
  • الظروف المناخية المتقلبةالتي تحدث في جميع فصول السنة مثل الهواء الساخن جدًا، أو البارد جدًا.
  • العيش أو العمل في ظروف بيئية غير نظيفة.
  • العوامل الوراثية، فالتاريخ العائلي للمرض يُحَفِّز وبصورة كبيرة ظهور الربو.
  • في بعض الأحيان قد يتسبب التوتر، أو الضغط العصبي في ظهور الأعراض.

الفرق بين الربو والحساسية في الأعراض

تتشابه أعراض الربو وحساسية الصدر كثيرًا، لكن تختلف في شدتها، وفي عدد مرات تكرارها، كما تختلف في أوقات ظهورها.

أعراض الحساسية

تبدأ أعراض الحساسية بالظهور مباشرةً، أو في خلال عدة دقائق، أو ساعات بناءً على درجة حساسية المريض، وتتلخص في:

  • سُعال شديد ومستمر، ويزداد ليلًا.
  • سيلان الأنف، أو تراكم المُخاط فيه مما يتسبب في انسداده.
  • العطس.
  • التنفس بشكل سريع وسطحي، مما يُزيد مُعَدَّل ضربات القلب.
  • الشعور بالإرهاق والتعب.

وقد تظهر أعراض الحساسية على أجهزة أُخرى غير الجهاز التنفسي، مثل:

  • الجلد: حيثُ من الممكن أن يظهر احمرار، أو حكة، أو بعض اَلتَّوَرُّم.
  • العين: فقد يظهر احمرار، أو سيلان، أو حرقة في العين.
  • الجهاز الهضمي: يُلاحظ أيضًا الشعور ببعض اَلتَّقَلُّصَات، أو الإسهال، أو التقيؤ.

أعراض تُصاحب الربو

تُعتَبَر الأعراض التي تظهر في الربو هي نفسها أعراض الحساسية، لكن أكثر شدة، وتظهر دون التعرض لمؤثرات، ويُضاف إليها:

  • صعوبة في التنفس
  • ألم حاد في منطقة الصدر.
  • صوت صفير أثناء التنفس، خاصةً عند الزفير.
  • عدم النوم بشكل مريح بسبب زيادة الأعراض ليلًا.
  • من الممكن أن يؤدي اضطراب النوم لاضطرابات في المزاج، أو الشعور الدائم بالإرهاق.

و أحيانَا يظهر الربو عند الأطفال بأعراض أخرى؛ مثل:

  • توقف الطفل مرات عديدة أثناء اللعب لالتقاط أنفاسه.
  • قد يقرر الطفل الابتعاد عن أي نشاطات بدنية، أو تحتاج لحركة كثيرة.
  • من الممكن أن يُصبح الطفل عصبيًا، أو غير اجتماعي.

إذا تفاقمت هذه الأعراض بشكل مُفاجِئ، لدرجة أن المريض لا يستطيع التقاط أنفاسه إلا باستخدام جهاز الأكسجين، فيجب أن يذهب للطبيب أو قسم الطوارئ في أي مستشفى.

أعراض الربو

أدوات تشخيص الربو والحساسية

يعتمد الفرق بين الربو والحساسية الصدرية في التشخيص على بعض الأعراض والاختبارات التشخيصية البسيطة.

1- التاريخ المرضي

هناك بعض المعلومات المهمة التي سيحاول طبيبك الحصول عليها أثناء المقابلة لتأكيد التشخيص، ومنها:

  1. هل تظهر الأعراض بشكل مُفاجئ أم بالتدريج؟
  2. متى تتكرر الأعراض بشكل أكثر، صباحًا أم مساءًا؟
  3. ما هي الأشياء التي تظهر الأعراض بعد التعرض لها؟
  4. هل أنت من المدخنين، أو تتعرض للتدخين السلبي؟
  5. هل تعرضت لأي عدوى في الجهاز التنفسي من قبل؟
  6. هل هُناك تاريخ لهذا المرض في العائلة؟
  7. ما أجهزة الجسم التي تظهر عليها أعراض أثناء نوبة الحساسية؟
  8. هل تختفي الأعراض بعد زوال المؤثر، أو بعد تناول دواء معين؟

2- الفحص الطبي

يقوم الطبيب بعمل فحص كامل للوظائف الحيوية للمريض، فيقوم باحتساب الحرارة، ومعدل ضربات القلب والضغط، والسكر.

لكن قد لا يكون الفحص الطبي مُفيدًا، حيثُ لا تظهر الأعراض إلا في فترات متفاوتة، لكن يجب أن يقوم الطبيب بسماع صدر المريض لتعيين إن كان هناك صفير أو أزيز أثناء التنفس، كما يحدث في الربو.

3- الاختبارات الطبية

يتركز الفرق بين الربو والحساسية في التشخيص، حيث هناك بعض الاختبارات التي يستخدمها الأطباء لتأكيد الحساسية، وتحديد درجة خطورتها، وتعيين هل هناك ربو أم لا.

  1. قياس وظائف الرئة بواسطة الطبيب وذلك باستخدام جهاز مقياس التنفس.
  2. اختبار تحسسي لمعرفة وجود حساسية، عن طريق استنشاق المريض أو حقنه تحت الجلد ببعض المواد التي قد تسبب حساسية ويراقب رد فعل الرئة، وإذا ثبت النتيجة الإيجابية يطلب بعض فحوصات الدم.
  3. اختبار تشنج القصبة الهوائية، وإذا ظهرت النتيجة إيجابية، يتم تأكيد التشخيص بالربو.

الفرق بين الربو والحساسية في العلاج

هناك بعض الأدوية التي تعالج الحساسية والربو، مثل:

  • مُعَدَّلَات الليوكوترايين (Leukotriene modifier)؛ العامل المناعي الرئيسي في الجسم هو الليكوترايين لذا يعمل هذا العقار على تعديله ليقلل من خروجه، وذلك مثل المونتيلوكاست (Montelukast)
  • العلاج المناعي (Allergy shots)؛ وتعتمد على تحفيز الجهاز المناعي للمريض بكميات ضئيلة من المسببات للحساسية، مما يجعله يتأقلم عليها.
  • مضادات الأجسام المناعية إي (Anti-immunoglobulin E)؛ تعمل هذه المادة على تذكير الجسم أنه متحسس لأشياء معينة، لذا عند إعطاء مضادات لها فإننا نُساعد الجسم على الاستجابة طَبِيعِيًّا.

طرق علاج الحساسية

هناك بعض الطرق العلاجية التي يلجأ إليها الأطباء في حالات الحساسية خاصة، مثل:

  1. العلاج الدوائي: تأتي أدوية الحساسية على هيئة أقراص، أو بخاخات للأنف، أو أجهزة استنشاق، وتدور حول أربعة أنواع وهم:
    • مضادات الهيستامين (anti-histamenic: ويعمل على بتثبيط إفراز الهيستامين الذي يعمل على تحفيز المناعة فتسبب الأعراض التحسسية.
    • مضادات الالتهابات (anti-inflamatory): يعمل على تقليل الالتهابات في الجهاز التنفسي وتقلل الأعراض الناتجة.
    • مضادات الاحتقان (decongestants): هذا النوع الدوائي له تأثير سريع على الأعراض في حالة إذا إزدادت حدة الحالة بصورة سريعة.
    • مثبتات الخلايا البدينة (Mast cells Stabilizers): هذا النوع الدوائي له نفس تأثير مضادات الحساسية الأخرى ويعمل بنفس الطريقة، ولكنها تستغرق عدة أيام حتى يحدث مفعول.
  2. السيطرة على الأعراض وتقليلها: ويأتي ذلك عن طريق البعد عن مسببات الحساسية سواء إن كانت أطعمة ، أو الملوثات، وكل هذا مع الحفاظ على تناول الأدوية الموصوفة بصورة منتظمة.
  3. بعض العلاجات المنزلية:
    • استخدام مرطب الهواء وهو يُعتبر جهاز يقوم بترطيب الهواء كما ذلك يُساعد على إذابة المخاط لطردها بسهولة من الرئتين.
    • تناول كمية كبيرة من الماء على مدار اليوم وذلك يعمل على تقليل لزوجة المخاط.
    • الغرغرة باستخدام الماء المالح لتقليل حدوث احتقان الحلق.

ويُمكن أن يحتاج مريض الحساسية أيضًا لقناع الأكسجين، لكن يرجع هذا لقرار الطبيب.

أساليب علاج الربو

لا يوجد علاج نهائي للربو، لكن هناك بعض الأدوية التي تُخفف من حدة الأعراض وكذلك من مرات تكرارها، بل قد يعيش المريض دون أن تظهر عليه أي أعراض إذا انتظم على بروتوكول العلاج.

وتنقسم بروتوكولات علاج الربو إلى قسمين رئيسيين، وهما:

  1. أدوية قصيرة الأمد تُؤخذ عند الشعور بأعراض نوبة الربو للتخفيف من حدتها، مثل:
    • أقراص عوامل مضادات الكولين (Anticholinergics).
    • أقراص مُنبهات بيتا قصيرة المفعول والتي تُسمى (Short-acting beta-agonists).
    • أدوية الكورتيكوستيرويدات الفموية واسمها (Oral corticosteroids).
    • أدوية الكورتيكوستيرويدات الوريدية واسمها (Injection corticosteroids).
  2. أدوية طويلة الأمد تعمل على تقليل مرات تكرار هجمات المرض، ومن أمثلتها:
    • بخاخات الكورتيكوستيرويدات المستنشقة وتُدعى بالـ (Inhaled corticosteroids).
    • أقراص الثيوفيلين وتدعى (Theophylline).
    • أجهزة الاستنشاق المركبة وتُسمى (Combination inhaled medicines).

ويمكن أن يلجأ بعض الأطباء لرأب الشعب الهوائية بالحرارة (Broncial thermoplasty) في حالات الربو الشديدة التي لا تُظهر أي استجابة للعلاج.

بعض النصائح لتخفيف أعراض الحساسية والربو

لا يتم التخلص من الأعراض بالعلاج فقط، لكن هناك بعض النصائح التي يجب اتباعها للوصول لأفضل نتيجة، منها:

  1. البقاء في المنزل في الأيام التي بها رياح وفي بدايات فصل الربيع، حيثُ يَكثُر مُعَدَّل حبوب اللقاح في الجو.
  2. غلق النوافذ في الليل وفي حالة وجود غُبار أو أتربة كثير في الجو.
  3. تَجَنُّب المهام التي قد تتعرض فيها لمُسببات الحساسية، كجز العُشب وأعمال البستنة.
  4. غسل الأنف بمحلول ملحي (Normal Saline)، وذلك لأنه يعمل على إزالة المُخاط ومحاولة تنظيف الأنف من مسببات الحساسية.
  5. شُرب القهوة والمشروبات التي تحتوي على كافيين، حيثُ أثبتت الدراسات أن القهوة تُحسن من وظائف الرئة لمدة أربع ساعات، لذا يُنصَح بعدم تناول القهوة قبل اختبار وظائف الرئة بأربع ساعات.
  6. إضافة الثوم والجنزبيل للطعام -إذا لم يكُن المريض لديه حساسية من أحد منهما- حيثُ يحتويان على مضادات الالتهاب التي تُقلل من أعراض الحساسية.
  7. ممارسة تمارين الاسترخاء وذلك لأنه يساعد في التحكم بأعراض الربو عند الكثير من الأشخاص.

وختامًا

فإن أعراض حساسية الصدر والربو تتشابه كثيرًا وتتلخص في ضيق وصعوبة في التنفس، وسعال مستمر، وصوت صفير الصدر أثناء التنفس، ووجود مخاط كثيف في الصدر، وشعور بالتعب والإرهاق، وشعور بوجود ضغط على الصدر، وكل هذا مع تزايد الأعراض سوءاً في الليل.

لكن يكمُن الاختلاف في أن أعراض الحساسية التي تظهر بالتعرض لمُسبب الحساسية، أما في الربو قد تظهر الأعراض تلقائيًا.

للأسف ليس هناك علاج دوائي نهائي للربو وحساسية الصدر، لكن طرق العلاج المُستَخدمة حاليًا تقلل كثيرًا من حدة الأعراض ومن تكرارها، حيث يستطيع مرضى الصدر ممارسة حياتهم بطريقة سلسة، يحتاجون فقط للتشخيص الصحيح والالتزام ببروتوكول العلاج الذي يُحدده الطبيب.

الأسئلة الأكثر شيوعًا

كيف أفرق بين الكحة والربو؟

تتشابه أعراض حساسية الصدر والربو كثيرًا، يكمُن الاختلاف في أن أعراض الحساسية تظهر بالتعرض لمُسبب الحساسية، أما في الربو قد تظهر الأعراض تلقائيا.
كما أن أعراض الربو تتكرر كثيرًا وتكون أكثر حدة، حيثُ يُعَد الربو في أغلب الأحيان تطور للحساسية، لكن يمكن أيضًا أن يظهر مستقلًا دونها.

كيف تعرف أنك مُصاب بالربو؟

لا يتم تشخيص الربو إلا عن طريق الطبيب بعد الفحص وعمل اختبارات وظائف الرئة، واختبار تشنج القصبة الهوائية.

ماهو علاج الربو؟

لا يوجد علاج نهائي للربو، لكن هناك العديد من الأدوية التي تُساعد في تخفيف الأعراض وتقليل مرات ظهورها.
بل قد يعيش المريض دون أي أعراض بالاتزام بالبروتوكول العلاجي المناسب له.

Scroll to Top