انهالت الأفكار على “ميسم” بعدما بحثت كثيرًا عن ارتباط الصوم بصحتك النفسية والمزاجية، وذلك لأنها تعاني من تاريخ مرضي للاكتئاب المزمن، والذي جعلها تدوم لفترات كبيرة على أدوية مضادة للاكتئاب.
لم تعد “ميسم” تعلم مدى أهمية تأثير الصيام على الصحة النفسية، وذلك لأن اضطرابها الفكري والمزاجي جعلها تشعر بالتوتر والقلق الدائم المتواصل إذا كان الصوم له تأثير سلبي أم إيجابي على حالتها.
فاستشارت الكثير من المختصين لتجد إجابة عن أسئلتها المتكررة والتي تتلخص في: هل الصيام يؤثر على المريض النفسي؟ كان بحثها للجواب لأسئلتها عن الصيام والصحة النفسية ناتجة عن أملها الكبير في الشعور بالتحسن النسبي لحالتها النفسية المتدهورة.
وجاء ذلك بعد شعورها بالذنب واللوم لنفسها بسبب إحساسها الدائم بعدم أهمية وجودها في الحياة.
وهذا الشعور السلبي جعلها تعامل كل من أقترب من دائرة حياتها باضطراب وتقلب مزاجي شديد ليصل الأمر بإيذائهم بجميع الوسائل الممكنة إذا شعرت أن الآخر أصبح أهم منها.
مما جعل الكثير من المحيطين بها تجنبها أكثر للابتعاد عن عدوانيتها المسيطرة على تفكيرها اتجاه الأخريين، بعد أن اتخذوا قرارًا بعدم الخوض في معارك صاخبة أو اللجوء لرد فعل عنيف شفقة ورحمة بحالتها.
فوائد الصوم الاجتماعية والنفسية والصحية
يُشكل فوائد الصيام للاكتئاب ارتباطًا إيجابيًا، وهذا كالآتي:
كيف يساهم الصيام في تحسين الصحة النفسية؟
سؤال يراود الكثير من المرضى النفسيين أو من ذويهم المهتمين بصحتهم: هل الصيام يعالج الأمراض النفسية؟
فوائد الصيام والصحة النفسية كثيرة، حيث أن الصوم ليس فقط عادة لها ارتباط ديني، إنما لها صلة في تحسين الحالة المزاجية، وفقدان الوزن الزائد للذين يعانون من السمنة.
هل مريض الاكتئاب عليه صيام؟
على الرغم من ترابط الصيام والصحة النفسية ارتباط وثيق، إلا أن هناك بعض الحالات المرضية المصاحبة بأعراض ذهانية ليس لديهم القدرة على الالتزام بالصوم، ومن فوائد الصيام للاكتئاب:
- ثبتت الأبحاث أن تقليل السعرات الحرارية في وقت الصيام يقلل من المشاعر السلبية المصاحبة للاكتئاب.
- المواظبة على الصيام لمدة 12 أسبوع يحسن من الحالة المزاجية لمريض الاكتئاب.
- المواظبة على مضادات الاكتئاب والصيام له دور كبير في إنتاج بروتين “Brain-Derived Neurotrophic Factor” وتخفيف الأعراض.
- برهنت الأبحاث أن الصوم يعمل على تنشيط الخلايا العصبية في المخ، وبالتالي يحفز على إنتاج بروتين “BDNF“، وتقليل الأعراض الجانبية للأدوية المضادة للاكتئاب.
هل الصيام يعالج الخلعة؟
يسيطر الصوم على مشاعر الخوف والفزع الشديد والتوتر، ومن فوائد الصيام والتوتر:
- في وقت الصوم، الغدة الكظرية تقلل من نسبة إفرار الكورتيزول في الدم والذي يقلل من مشاعر التوتر والقلق.
- يساعد الصوم على زيادة نسبة إفراز هرمون الدوبامين الذي يعمل على تحسين الحالة المزاجية والشعور بالراحة والاسترخاء.
- زيادة تدفق الدم الذي يحتوي على الأكسوجين على المخ، وبالتالي يحسن من ضعف التركيز والذاكرة.
هل الصيام يؤثر على المريض النفسي؟
ارتباط الصوم بصحتك النفسية والمزاجية إيجابي ولكن عندما يصل المريض إلى أعراض متقدمة، لا يستطيع المواظبة على الصوم، وهناك الكثير من الأمراض تتأثر من الصوم، ومن هذه الأمراض:
- الصوم والفصام: يرتبط مرض الفصام بأعراض ذهانية، وبالتالي لا يستطيع المريض ممارسة الصوم.
- اضطراب الأكل: بعض المرضى يعانون من اضطرابات الأكل الناتج من الضغط العصبي والتوتر والقلق الشديد، ولا يستطيعون التحكم في شراهتهم للطعام.
لذلك يُنصح استشارة طبيبك المعالج المتابع لحالتك الصحية والنفسية.
فوائد الصوم الاجتماعية
هناك الكثير من الفوائد الاجتماعية للصوم التي تؤثر على التقلبات المزاجية، ومنها الآتي:
- يجعلك تتجنب الجدال والمناقشات غير الجادة.
- يعمل على ضبط النفس تجاه أي نوع من المكيفات مثل
- الإكثار من شرب القهوة أو الشاي.
- الامتناع عن التدخين.
- الإفراط في استخدام الإنترنت.
- الانخراط في الأعمال الخيرية يشعرك بالسلام الداخلي والسعادة.
- تساعدك حالة الزهد والصوم في التخلص من المشاعر السلبية والعدائية تجاه الآخرين.
- التواصل مع الأهل والأصدقاء والترابط الاجتماعي في فترة الصوم وقاية من الأمراض النفسية.
- حالة الزهد في عدم إشباع رغباتك تجعلك أكثر تقربًا من الله وأكثر طمأنينة وأكثر تحملًا للمشقة والصعوبات الحياتية.
نصائح مهمة للمرضى النفسيين في وقت الصوم
عليك باستشارة طبيبك المعالج لمعرفة مواعيد التزامك بالعلاج مع تغير الروتين الغذائي في وقت الصوم، وعليك اتباع النصائح الآتية:
- تناول الأطعمة المناسبة التي توفر لك الطاقة في الصيام:
- الإكثار من السوائل وخاصة الماء.
- تناول الفواكه المناسبة لتحسين الحالة المزاجية مثل
- الأناناس
- التمر
- الموز
- دمج البروتينات في الوجبات.
- تناول المكسرات الغنية بأوميجا 3 والتي تعمل على تحسين الذاكرة والحالة المزاجية.
- تجنب الوجبات الدسمة قبل النوم.
- النوم الجيد بعدد ساعات كافية، وتجنب السهر لساعات طويلة.
- ممارسة التمارين الرياضية المناسبة لحالتك الصحية.
- تجنب العزلة وشارك من حولك في التجمعات الأسرية.
الخلاصة
ثبت علميًا من أن ارتباط الصوم بصحتك النفسية والمزاجية ارتباط إيجابي، حيث أن الصيام له فوائد متعددة في النواحي النفسية والصحية والاجتماعية.
في المجمل، عليك باستشارة طبيبك المعالج إذا كان مناسبًا لك الصيام من دون التأثير على حالتك النفسية أو المواظبة المستمرة على العلاج الفعال.
الصيام والصحة النفسية شيئان متكاملان وفوائد الصيام للاكتئاب عديدة إذ أن الانقطاع عن تناول الأطعمة لفترة من الزمن يساعد على تحفيز بروتين “BDNF” الناقص في مرضى الاكتئاب.
وأيضا يحفز إفراز هرمون الدوبامين لمرضى الهلع والتوتر، ويقلل من إفراز الغدة الكظرية لهرمون الكورتيزول ليساعد على الراحة والاسترخاء.
وبالإضافة إلى ذلك، الصوم يحسن من الحالة المزاجية للمريض النفسي ويجعله الشعور بالطمأنينة والسلام الداخلي مع التقرب من الله وانخراطه مع التجمعات الأسرية والاجتماعية لتجنب العزلة.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
هل الصيام يعالج الأمراض النفسية؟
يُستخدم الصوم كعلاج تكاملي مع العلاج الأساسي الذي تداوم عليه من قبل طبيبك النفسي المتخصص.
يقوم الصوم بالآتي:
. تقليل إفراز الكورتيزول في الدم.
. تنشيط هرمون الدوبامين.
. تحفيز إنتاج بروتين الـ” BDNF“.
. تقليل الأعراض الجانبية الناتجة من أدوية مضادات الاكتئاب.
ما هي فوائد الصوم الاجتماعية؟
. تجنب الجدال والنقاش غير المجدي.
. ضبط النفس أمام المغريات.
. التخلص من المشاعر السلبية.
. الانخراط في الأعمال الخيرية.
. تجنب العزلة والانخراط مع التجمعات.
ما هي الأطعمة المناسبة للمرضى النفسيين في فترة الصوم؟
. الإكثار من الفواكه الطازجة.
. شرب السوائل.
. تناول المكسرات الغنية بأوميجا 3.
. دمج كميات مناسبة للبروتينات مع النظام الغذائي.
هل الصيام يؤثرعلى مريض اللاكتئاب؟
نعم، يوثر عليه تأثير إيجابي، ومن فوائد الصيام للاكتئاب:
. يقلل من المشاعر السلبية
. يحفز افراز بروتين BDNF
. يحسن الحالة المزاجية للمريض
هل يجوز صيام مرضى الاكتئاب؟
نعم، وهذا إذا كان المرض غير مصاحب بحالات ذاهنية مضطربة.