كرونوفيليا: أشهر 7 أنواع وإمكانية علاجه

في السباق الدرامي الرمضاني، سلط أحد الأعمال الفنية على نوع من الاضطرابات النفسية، والتي تدعى بالـ “كرونوفيليا” أو تُسمى”Chronophilia“.

وفي مسلسل “ملف سري“، تفاعلنا مع المشهد الدرامي الذي جمع ما بين الفنانة القديرة “مادلين طبر” بدور رئيسة التحرير لجريدة حرة، وكان اسم الشخصية إلهام النجار.

والفنانة الموهوبة الشابة “جيسي الحكيم” بدور المحامية التي تعمل في مكتب المحاماة لشاكر “نضال الشافعي” ابن إلهام النجار.

المشهد صارم وقوي لأن الأم إلهام النجار تدخلت لوقف نزيف التلاعب، لتوضح أن ما تشعر به المحامية الشابة من مشاعر فياضة لمحامي أكبر منها بالعمر ومتزوج، ناتج عن اضطراب نفسي.

ولكن اعتقد أن المشهد له معاني خفية أخرى، وهو أن دور الأم في اخفاء أخطاء ابناءها والدفاع عنهم مهما أن كانت تتولى مناصب أو أدوار قيادية.

وهذا ما يجعلنا نشعر ببعض من الفضول لمعرفة أكثر عن هذا الاضطراب النفسي، وأنواعه، وطرق علاجه، والمشاهير التي عانت من هذا المرض.

ما هي الكرونوفيليات؟

يرجع هذا المصطلح إلى العالم “John Money“، والذي وصف هذا الاضطراب بأنه نوع من البارفيليا، ومعناه “الشذوذ العشقي” أو بالمعنى الدارج “الشذوذ الجنسي“.

وهو مصطلح غير شائع حاليًا وهو عبارة عن حالة انجذاب مرضي جنسي لفئات معينة مختلفة عن عمر المريض.

أو بمعنى آخر للإيضاح، هي حالة شعورية مريضة، تميل إلى حالة من الهوس بالطرف الآخر، ربما تتطور إلى ممارسات جنسية خاطئة أو اعتداءات جنسية تستوجب العقاب القانوني.

الفرق بين الاعتداء والانجذاب الجنسي؟

ليس كل متحرش جنسي هو مريض chronophilia.

• الاعتداء الجنسي: هو الاتصال الشاذ بين بالغ وقاصر، وهذه جريمة يعاقب عليها القانون مثل التحرش بالأطفال، والذي يُسمي “Child Sexual Offending” أو “CSO“.
• الانجذاب الجنسي: هو مجرد حالة شعورية مريضة بالانجذاب إلى فئة معينة من العمر مختلفة عن عمر المريض، ولكنه لم يصل للحد
  إلى ممارسة غرائزه، وأحيانًا يكون الانجذاب ليس قاصرًا على الجنس الآخر فقط، ولكن يندرج تحت بند المثلية.

ما هي أنواعه؟

تختلف المصطلحات الطبية على حسب اختلاف الفئات العمرية، ومنها كالآتي:

1. انفانتوفيليا

حالة “Infantophilia” هي حالة التحرش والاعتداء الجنسي من شخص بالغ على أطفال أعمارهم أقل من 5 سنوات أو رُضع.

قام أحد العلماء “James Cantor” بإجراء بحث على مجموعتين مختلفتين من المصابين بالانفانتوفيليا، حيث كانت مجموعة منهم من المعتدين المسيئين للأطفال، وأخرى غير مسيئة لهم.

عمل هذا العالم على دراسة الرنين المغناطيسي “MRI” لمخ المرضى من المجموعتين من الناحية الشكلية والوظيفية.

وثبت أن مخ المصاب لا يختلف في شكله بين المجموعتين، ولكن يختلف في الطبيعة الوظيفية والطريقة التي تعمل بها أماكن متعددة في المخ.

2. بيدوفيليا

حالة الـ “Pedophilia” هي اضطراب نفسي للمراهقين بعمر 16 عامًا أو أقل، والذي ينجذب إلى أطفال أقل منه في السن بحوالي 5 سنوات أو أكثر، وعلى أن تكون الرغبات الجنسية مسيطرة عليه لمدة تزيد عن 6 أشهر.

3. هيبيفيليا

مصطلح الـ “Hebephilia” أو الانجذاب الجنسي من شخص بالغ إلى المراهقين الذين أعمارهم تصل ما بين 11 إلى 14 عامًا.

4. ايفيبوفيليا

أما حالة الـ “Ephebophilia” هي حالة انجذاب جنسي من الشخص البالغ إلى المراهق في الأعمار المتقدمة من عمر 15 إلى 19 عامًا.

5. تيليفيليا

نشأ مصطلح الـ “Teleiophilia” على يد العالم “Ray Blanchard“، وهو الانجذاب الجنسي من شخص مراهق أو كبير في السن إلى الأشخاص البالغين، الذين أعمارهم أكثر من 20 عامًا.

6. ميسوفيليا

ظهر هذا المصطلح العلمي “Mesophilia” على يد العالم “Michael Seto“، وهي تُعتبر حالة من حالات الانجذاب الجنسي من شخص مراهق إلى أشخاص بالغة في عمر الـ 30 عامًا.

مثال لهذا، انجذاب المراهقين لسيدات إعلاميات في عمر الـ 30، ويكونوا معروف عنهم بالنضج الشكلي والموضوعي، وهي حالة مستمرة لمدة أكثر من 6 شهور لدرجة تجعله يتخلى عن مهامه الاجتماعية والدراسية.

7. جرنتوفيليا

سُمي بـ “Gerontophilia” على يد الطبيب النفسي “Richard Von“، وهي حالات انجذاب جنسي من الشخص المراهق أو البالغ لكبار السن.

وقد ترتبط بعض من هذه الحالات بعدم مقدرة الضحية في الدفاع عن نفسه أو يرتبط بنوع من السادية من طرف المعتدي عليه.

طرق العلاج

يظل المريض غير مستوعب بما لديه من مشكلة نفسية تحتاج إلى علاج، وعادةً ينكر المريض ما لديه من أعراض للمرض، ولكن إذا اقتنع أن حالته تحتاج
إلى علاج، فهناك أمل في علاجه.

يجب أن يكون العلاج متكاملًا ويضم جوانب متعددة كالآتي:

1. استخدام الأدوية

يستطيع المريض استخدام هذه الأدوية لتقليل الرغبة فقط، ولكن ليس لديها أي سيطرة على التخيلات الجنسية.

• أدوية مضادات الأندروجين “Anti-androgen” لتقليل الرغبة عند المريض.
• يمكن استخدام “Medroxyprogesterone” لخفض مستوى هرمون التستوستيرون.
• أدوية مضادات الاكتئاب مثل الـ “Fluoxetine” نجحت في السيطرة على الاضطراب وتقليل الرغبة فقط.

2. العلاج السلوكي المعرفي

على المريض أن يندمج في علاج متكامل سلوكي مع استخدام الأدوية لكي يسيطر على رغباته وتخيلاته، وذلك لكي يكون على دراية ومعرفة بالآتي:

• التأثير السلبي التي يلحق بالضحية.
• تنمية مهارات المريض لتقدير ذاته.
• معرفة طرق التفاعل مع الآخرين بطريقة إيجابية.

3. العلاج الكهربائي

وهي الوسيلة العلاجية الأخيرة التي يصل إليها المريض بعد فشل العلاج باستخدام الأدوية مع التعديل السلوكي، وهذا يكون بتعرضه لصدمة كهربائية عندما يصل إلى مرحلة النشوة واللذة، فتربط الذاكرة بين اللذة والصدمة الكهربائية.

مشاهير الكرونوفيليا

ليس هناك إحصائيات محددة في العالم عن عدد هذه الحالات التي تعاني من هذا الاضطراب، ولكن الشخصيات التي تقع حياتها في دائرة النور هم من لهم نصيب الأسد في معرفة تفاصيل حالتهم المرضية.

الكثير من هذه الشخصيات لديهم انجذاب جنسي شاذ فقط، وآخرون يُعتبرون من المسيئين للأطفال ولغيرهم من الفئات العمرية المختلفة.

اتضح أن هناك الكثير من المشاهير لديهم هذا النوع من الاضطراب السلوكي، ولكن أكثرهم شهرة هو المطرب العالمي “مايكل جاكسون“، والذي اشتهر برغباته بالارتباط بفتيات في عمر 11 إلى 14 عامًا.

وبعد وفاته، أعلن طبيبه النفسي بأنه يعاني من أحد الاضطرابات السلوكية التي تُسمى بالكرونوفيليا، ولم يقتصر الأمر على ميله للفتيات فقط، أنما صرح أحد الفتيان بأنه تعرض للكثير من محاولات التحرش منه.

الخلاصة

يُعتبر هذا المرض نوع من أنواع الإضطرابات النفسية وهو مصطلح واسع وشامل، لذا لا يحبذ العلماء استخدامه بكثرة، إنما يستخدمون المصطلحات العلمية التخصصية لكل فئة عمرية.

هناك فرق بين المنجذب جنسيًا فقط لفئة معينة، والمعتدي الذي يعاقب القانون على اعتدائه، ولكن ليس كل معتدي هو من مصابي هذا الاضطراب الجنسي.

الكثير من الأنواع لهذا المرض، ويختلف كل نوع على حسب الفئة العمرية للمعتدي أو للضحية، وعلى الرغم من تقدم العلم، إلا أن استخدام الأدوية ليس لها سيطرة كافية على المرض.

لذلك يجب على المريض أن يتبع علاج متكامل مع الأدوية والتعديل السلوكي له، وإذا لم يحدث استجابة إيجابية للمريض، يضطر المعالج النفسي باستخدام الصدمات الكهربائية.

الأسئلة الأكثر شيوعًا