مؤخرا، وبعد تعدد أسباب التلوث لم تعد الشمس فقط مصدرًا للطاقة، بل أصبحت أيضًا تهدد صحة وسلامة الإنسان، لتصبح أشعة الشمس صديقة وعدوة للكائنات الحية، ولكن ماذا قد يحدث لو توقفت الشمس عن بث الحرارة و الضوء؟
مما لا شك فيه أنه مهما تعددت أضرار الشمس إلا أنها من أغلي النعم على كوكبنا الصغير، وبتوقف الشمس عن بث الحرارة سيؤدي إلى حدوث انخفاض سريع في درجة الحرارة، بالتالي سيتجمد الكوكب وجميع الكائنات الحية.
أما اذا توقفت عن بث الضوء، فسيؤدي هذا إلى فناء جميع الكائنات التي تعتمد على عملية التمثيل الغذائي، وستفنى حياة النباتات وبعض الطحالب مما سيؤثر مباشرة على حياة جميع الكائنات على سطح الأرض.
أهم أنواع أشعة الشمس
يوجد من الإشعاع الشمسي الذي يؤثر على الإنسان أنواع عدة أهمها:
– اشعة الشمس فوق البنفسجية
يوجد 3 أنواع منها و هي:
الأشعة فوق البنفسجية “أي” (UVA)
– تُعد أحد أشكال الطاقة التي تصدر من الشمس، كما تصدر أيضًا من بعض أنواع مصابيح الإضاءة.
– تؤثر بشكل سلبي على الجلد وتسبب التجاعيد وتقدم سن البشرة، كما أن لها تأثيرًا سلبيًا على العينين وعلى الجهاز المناعي.
– تستخدم لعلاج بعض الأمراض الجلدية.
الأشعة فوق البنفسجية “بي” (UVB)
– يصل منها إلى الأرض قدر بسيط يمثل حوالي 10%
– مسئولة عن تصنيع “فيتامين د“، حيث يتم تصنيعه من الكوليستيرول الموجود في الجلد أثناء التعرض للشمس.
– تسبب تغير لون البشرة والحروق وتسبب زيادة في سماكة الطبقة الخارجية من الجلد، و تصدر أيضًا من بعض أنواع مصابيح الإضاءة.
– تؤثر على الطبقات العليا من الجلد، بخلاف ال”UVA” التي تصل إلى طبقات عميقة من البشرة.
الأشعة فوق البنفسجية “سي” (UVC)
– لا تصل إلى الأرض، وتُمتص بواسطة غلاف الأوزون و مكونات الغلاف الجوي الأخرى.
– الأشعة تحت الحمراء
تَصدر الأشعة تحت الحمراء من جميع الجسيمات في الكون، وتنبعث من الشمس بكمية كبيرة وتصل إلى الأرض على هيئة حرارة، وتُستخدم في العديد من المجالات الطبية العلاجية، حيث تزيد من قدرة الخلية على إصلاح نفسها.
أشعة الشمس صديقة وعدوة
بالرغم من أن التعرض الدائم لأشعة الشمس لمدة طويلة له بعض الآثار السلبية على الجلد، إلا أن الجسم يحتاج إلى التعرض لأشعة الشمس 3 مرات أسبوعيًا نظرًا لفوائد أشعة الشمس وذلك وفقًا للشروط التالية:
– تعريض أكبر مساحة من الجلد للشمس لمدة تتراوح بين 5 إلى 15 دقيقة، أما أصحاب البشرة الداكنة فمن الممكن تعريض البشرة للشمس حتى 30 دقيقة كحد أقصي.
– يعتبر أفضل توقيت للتعرض لشمس هو منتصف اليوم، حيث يَصدر من الشمس أكبر قدر من الأشعة، ويختلف ذلك وفقًا لبعض المعايير منها:
- تغير فصول السنة: حيث يتأثر وصول الأشعة “UVB” بحالة الغلاف الجوي ووضع الطقس، فلا تصل إلى الأرض بما فية الكفاية في فصل الشتاء.
- لون البشرة: يحتاج أصحاب البشرة الداكنة التعرض مدة أطول للشمس لتحقيق الاستفادة المطلوبة، حيث يعمل الميلانين المسئول عن لون البشرة الداكن كعامل حماية طبيعي من أشعة الشمس.
- القرب أو البعد عن خط الإستواء: البلدان القريبة من خط الإستواء مُعرضة لأكبر قدر من الأشعة، بخلاف البلاد البعيدة عن خط الإستواء.
ما هي فوائد أشعة الشمس؟
إن التعرض لأشعة الضوء الشمس وفقًا للشروط المذكورة سابقًا له فوائد متعددة منها:
1- ضرورية جدًا لبناء “فيتامين د“
حيث أن هذا الفيتامين له دور هام لامتصاص الكالسيوم والفسفوروالعديد من المعادن المهمة لبناء العظام، وخلايا الدم والجهاز المناعي.
ولنقصه مخاطر عديده منها:
- ظهور بعض المشاكل والأمراض المناعية.
- نقص الكتلة العظمية تحديدًا في الأطفال، مما يؤدي إلى الكساح و ليونة العظام.
- الإجهاد والضعف العام.
- ألم شديد في العظام والعضلات.
- تغيرات مزاجية كالاكتئاب، وقد اثبتت بعض الأبحاث وجود علاقة وثيقة بين نقصه ونوبات الهلع.
2- تساعد على فقدان الوزن
يظن بعض العلماء أن التعرض للشمس، له دور في تقلص الخلايا الدهنية السطحية وبالتالي خسارة الوزن.
3- تمنع الاكتئاب
اثبتت الأبحاث أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين التعرض للشمس ومعدل السيرتونين في الجسم، حيث تؤثر أشعة الشمس على بعض المناطق في العين، ومنها يتم تحفيز خلايا المخ لإنتاج السيرتونين وبالتالي تحسين الحالة المزاجية.
و لهذا نجد أن بعض الأشخاص قد يصابون بالاكتئاب الموسمي في الشتاء.
4- تخفض ضغط الدم
يظن العلماء أن أشعة الشمس التي تصل إلى الجلد تؤدي إلى انتاج مخزون من مادة “أكسيد النيتريك” التي تعمل على اتساع الشرايين، وبالتالي خفض ضغط الدم.
5- تعالج الأمراض المصاحبة بالاتهابات
حيث أن ضوء الشمس يعمل على الحد من النشاط الزائد والغير مرغوب فيه للجهاز المناعي، فيقلل ذلك من حدة العديد من الأمراض مثل:
- الروماتيزم
- الإكزيما
- الأمراض المناعية
أهم 5 أضرار أشعة الشمس
بالرغم من الفوائد المتعددة لضوء الشمس، إلا أن التعرض المستمر ولمدة طويلة لأشعة الشمس يؤدي إلى الإضرار بصحة الإنسان حيث أنها:
1- تؤثر سلبيًا على لون الجلد
حيث تعمل على الإضرار بسلامة الجلد والأوعية الدموية، فيبدو الجلد أكثر احمرارًا في بعض الأماكن عن غيرها.
أثناء التعرض للشمس يقوم الجلد برد فعل دفاعي ليحمي نفسه من أضرار الشمس، ويكون ذلك من خلال إنتاج “الميلانين” الذي يعطي البشرة لونًا داكنًا، ويؤدي ذلك إلى تغير لون البشرة.
2- تضر العينين وتؤثر على النظر
إن التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، يؤدي إلى ضعف وتدمير القرنية، وتتسبب في بعض الأمراض الأخرى، مثل ظهور المياه البيضاء بالعين.
3- تسبب الإصابة بالإجهاد الحراري
يحدث عند التعرض لدرجة حرارة عالية، تقدر ب 40 درجة سيليزية لمده تتراوح بين 20 إلي 30 دقيقة، وأهم أعراضها:
- الإجهاد العام والتعرق الشديد.
- الغثيان والدوار.
- تشنج عضلي وانخفاض ضغط الدم.
- الصداع.
4- تسبب ظهور النمش والكلف
النمش هو عبارة عن بقع صغيرة بنية تظهر أكثر على أصحاب البشرة البيضاء نتيجة التعرض للشمس، وتساهم العديد من العوامل الوراثية أيضًا في ظهور النمش.
أما الكلف فهو زيادة التصبغات والبقع الداكنة في البشرة، ويحدث نتيجة عدة عوامل مجتمعة وهي التعرض للشمس والتغيرات الهرمونية كالحمل أوتناول أقراص منع الحمل.
وعادة ما يزول الكلف بعد زوال أسباب ظهوره، وينتشر أكثر في السيدات ذوات البشرة الداكنة.
5- تؤثر سلبيًا على الشعر
إن تعرض الشعر للشمس لمدة طويلة يمكن أن يضر بالطبقة الخارجية التي تحمي الشعر، مما يجعله أكثرعرضه للجفاف والتقصف والكسر، كما تتفاعل أشعة الشمس مع الميلانين الموجود في الشعر وتؤدي إلى فقدان لونه.
حماية الجسم من أضرار الشمس
قد لا نستطيع أحيانًا تجنب أشعة الشمس، ويتعرض الكثير مننا إليها بشكل يومي ولفترات طويلة، فكيف يمكن أن نحمي أنفسنا من أضرار الشمس؟
- استخدام واقي شمس مناسب.
- ارتداء قبعة أو غطاء للشعر.
- استخدام مظلة في أيام الحر الشديد.
- ارتداء نظارات شمسية طبية.
- تجنب الخروج من المنزل في الظهيرة وخاصة في الأيام شديدة الحرارة.
- ارتداء ملابس تغطي أكبر مساحة من الجلد.
كيفية استخدام واقي الشمس
من المهم جدًا استخدامه للحفاظ على البشرة من الآثار السلبية للشمس مع مراعاة الآتي:
- يجب وضعه على البشرة قبل التعرض للشمس بحوالي 20 دقيقة على الأقل.
- مراعاة اختيار نوع واسع المجال يحمي من الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها A ولـ B.
- من المهم وضعه بوفرة على الجلد، وعلى كل المناطق المعرضة للشمس بما في ذلك الشفاة.
- يُفضل أن تكون قيمة عامل الحماية “SPF” من 30 وحتى 50.
- يجب تجديد وضعه كل ساعتين، حتى تلك الأنواع المقاومة للماء.
الخلاصة
تُعتبر أشعة الشمس صديقة وعدوة إذ أنها مظهر من مظاهر الحياة على سطح الأرض، إلا أن التعرض الطويل والمستمر قد يضر البشرة والشعر والعينين.
تتمثل فوائد أشعة الشمس في أنها ضرورية جدًا ليتم تصنيع “فيتامين د“، كما أن التعرض للشمس يساعد على خفض ضغط الدم وفقدان الوزن ويحمي من الإصابة بالاكتئاب.
أما في حالة التعرض المطول لأشعة الشمس فيجب مراعاة تغطية أكبر مساحة من الجسم، كما يُفضل تغطية الشعر واستخدام نظارات شمسية طبية، كما يجب استخدام واقي الشمس بوفرة قبل الخروج من المنزل ب 20 دقيقة على الأقل.
وذلك لتجنب الأضرار التي من الممكن أن تسببها الشمس مثل: تغير لون الجلد، تأثر وضعف النظر، الإصابة بالإجهاد الحراري، وضعف الشعر وفقدان لونه.
ماذا يستفيد الإنسان من أشعة الشمس؟
– تساهم في بناء “فيتامين د“.
– تساعد على فقدان الوزن.
– تمنع الاكتئاب.
– تخفض ضغط الدم.
– تعالج للأمراض المصحوبة بوجود التهابات.
ما أهم أضرار الشمس؟
– تؤثر سلبيًا على لون الجلد.
– تضر العينين و تؤثر على النظر.
– تسبب الإصابة بالإجهاد الحراري.
– تسبب ظهور النمش والكلف.
– تؤثر سلبيًا على الشعر.
كيف نحمي أنفسنا من الشمس؟
– استخدام واقي الشمس المناسب.
– ارتداء قبعة أوغطاء للشعر.
– استخدام مظلة في أيام الحر الشديد.
– ارتداء نظارات شمسية طبية.
– تجنب الخروج من المنزل في الظهيرة وخاصة في الأيام شديدة الحرارة.
– ارتداء ملابس تغطي أكبر مساحة من الجلد.
كيف يُستخدم واقي الشمس؟
يجب وضعه على البشرة قبل التعرض للشمس بحوالي 20 دقيقة على الأقل.
مراعاة اختيارنوع واسع المجال يحمي من أنواع الأشعة الشمسية المختلفة.
من المهم وضعه بوفرة على الجلد، وعلى كل المناطق المعرضة للشمس بما في ذلك الشفاة.
يُفضل أن تكون قيمة عامل الحماية “SPF” من 30 وحتى 50.
يجب تجديد وضعه كل ساعتين، حتى تلك الأنواع المقاومة للماء.